فصل: باب الصدقة التي على الإنسان كل يوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب عرض الصدقة على أهلها

4570- عن عبد الله بن عبد الرحمن أن عمر قدم الجابية - جابية دمشق - ثم قال‏:‏ ألا إذا انصرفت من مقامي هذا فلا يبقين لأحد له حق في الصدقة إلا أتاني‏.‏ فلم يأته ممن حضر إلا رجلان فأمر لهما فأعطيا فقام رجل فقال‏:‏ أصلح الله أمير المؤمنين ما هذا الغني المتفقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفف‏؟‏ قال عمر‏:‏ ويحك كيف لنا بأولئك‏.‏

رواه أبو يعلى في أثناء حديث الجابية وفيه أبو سكينة الحمصي ولم أجد من ترجمه‏.‏

  باب تألف الناس بالعطية

4571- عن أنس بن مالك قال‏:‏ إن كان الرجل ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم

للشيء من الدنيا لا يسلم إلا له فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها‏.‏

4571- وفي رواية إن كان الرجل ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشيء للدنيا فيسلم له - والباقي بمعناه‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال صحاح‏.‏

  باب الصدقة التي على الإنسان كل يوم

4573- عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يصبح على كل مسلم من الإنسان صلاة‏"‏‏.‏ فقال رجل من القوم‏:‏ هذا شديد ومن يطيق هذا‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏أمر بالمعروف صلاة ونهي عن المنكر صلاة وإن حملاً عن الضعيف صلاة وإن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاةٍ صلاةٌ‏"‏‏.‏

4574- وفي رواية‏:‏ ‏"‏يصبح على كل ميسم من ابن آدم كل يوم صدقة‏"‏‏.‏ بدل‏:‏ ‏"‏صلاة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والأوسط والصغير بنحوه وزاد فيها‏:‏

‏"‏ويجزي من ذلك كله ركعتا الضحى‏"‏‏.‏ ورجال أبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

4575- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏على كل مسلم في كل يوم صدقة‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ من يطيق هذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إماطتك الأذى عن الطريق صدقة وإرشادك الرجل الطريق صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وعيادتك المريض صدقة واتباعك الجنازة صدقة ورد المسلم على المسلم السلام صدقة‏"‏‏.‏

4576- وفي رواية‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الإنسان ثلاث مائة وستون عظماً أو ستة وثلاثون سلامى، عليه في كل يوم صدقة‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله فمن لم يجد‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فمن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يرفع عظماً من الطريق‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فمن لم يستطع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فليهد سبيلاً‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فمن لم يستطع ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فليعن ضعيفاً‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فمن لم يستطع ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فليدع الناس من شره‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه كله البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب ما نقص مال من صدقة

4577- عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاث - والذي نفسي بيده إن كنت لحالفاً عليهن - ‏:‏ لا ينقصن مال من صدقة، فتصدقوا‏.‏ ولا يعفو عبد عن مظلمة ‏[‏يبتغي بها وجه الله‏]‏ إلا زاده الله بها عزاً يوم القيامة‏.‏ ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم‏.‏ وله عند البزار طريق عن أبي سلمة عن أبيه وقال‏:‏ إن الرواية هذه أصح والله أعلم‏.‏

4578- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليس أحد يُظلم بمظلمة فيدعها لله إلا زاده بها عزاً، وتصدقوا فإنه ما نقصت صدقة من مال، ولكن تزيد فيه‏"‏‏.‏

رواه البزار وأشار إلى ضعفه‏.‏

4579- وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما نقص مال من صدقة ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً فاعفوا يعزكم الله ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه زكريا بن دويد وهو ضعيف جداً‏.‏

  باب الحث على الصدقة بقوله‏:‏ ‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏ ونحو ذلك

4580- عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4581- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

4582- وفي رواية‏:‏ ‏"‏يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد مع الجائع مسدها من الشبعان‏"‏‏.‏

رواه كله أحمد وروى البزار بعضه وفيه أبو هلال وفيه بعض كلام وهو ثقة‏.‏

4583- وعن أبي بكر الصديق قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جداً‏.‏

4584- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه أبو بحر البكراوي وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4585- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح‏.‏

4586- وعن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن عدي‏.‏

4587- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي قال أبو حاتم‏:‏ يكتب حديثه ولا يحتج به وحسّن البزار حديثه‏.‏

4588- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحو حديث تقدم وزاد‏:‏

‏"‏يا عائشة اشتري نفسك من الله لا أغني عنك من الله شيئاً ولو بشق تمرة يا عائشة لا يرجعن من عندك سائل ولو بظلف محرق‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف‏.‏

4589- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أيها الناس اتقوا النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف‏.‏

4590- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

4591- وعن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع عبد الله بن مجمِّر من أهل اليمن يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة‏:‏

‏"‏احتجبي من النار ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه‏.‏

4592- وعن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اجعلوا بينكم وبين النار حجابة ولو بشق تمرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4593- وعن أبي جحيفة قال‏:‏ دهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من قيس مجتابي النمار متقلدي السيوف فساءه ما رأى من حالهم، فصلى ثم دخل بيته ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه فأمر بالصدقة وحض عليها فقال‏:‏

‏"‏تصدق رجل من ديناره تصدق من درهمه تصدق رجل من صاع بره تصدق رجل من صاع تمره‏"‏‏.‏ فجاء رجل من الأنصار بصرة من ذهب في يده ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مدهنة‏.‏

رواه البزار وفيه أبو إسرائيل الملائي وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4594- وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ جاء أعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بحر الظهيرة متقلدي السيوف مجتابي الثمال فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليهم فقال‏:‏

‏"‏ليتصدق ذو الدينار من ديناره وذو الدرهم من درهمه وذو البر من بره وذو الشعير من شعيره وذو التمر من تمره من قبل أن يأتي عليه يوم فينظر أمامه فلا يرى إلا النار وينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار وينظر من ورائه فلا يرى إلا النار‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف‏.‏

  باب في حق المال

4595- عن جابر قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما حق الإبل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏أن ينحر سمينها ويطرق فحلها ويحلبها يوم وردها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وقد روى عنه ابن أبي حاتم كتابة ولم يضعفه أحد‏.‏

4596- وعن الشريد قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن شيء من أمر الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏انحر سمينها واحمل على نجيبها واحلب يوم وردها تدخل الجنة بسلام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4597- وعن قيس بن عاصم المنقري قال‏:‏ قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعته يقول‏:‏

‏"‏هذا سيد أهل الوبر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلما نزلت أتيته فجعلت أحدثه قلت‏:‏ يا رسول الله المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثرت علي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعمَ المال الأربعون، والأكثر الستون، وويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها ونحر سمينها فأطعم القانع والمعتر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا نبي الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها يا نبي الله لا يحل بالوادي الذي أنا فيه لكثرة إبلي قال‏:‏ ‏"‏وكيف تصنع‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ تغدو الإبل ويغدوا الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به قال‏:‏ ‏"‏ما تفعل بإفقار الظهر‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ إني لا أفقر الصغير ولا الناب المدبرة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فمالك أحب إليك أم مال مواليك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ مالي أحب إلي من مال موالي‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت وإلا فلمواليك‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ والله لئن بقيت لأفنين عددها‏.‏ قال الحسن‏:‏ يفعل والله، فلما حضرت قيساً الوفاة قال‏:‏ يا بني خذوا عني لا أحد أنصح لكم مني، إذا أنا مت فسوّدوا أكبركم ولا تسودوا أصاغركم فيسفهكم الناس وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء ‏[‏إن أحداً لم يسأل إلا ترك كسبه‏]‏ فإذا أنا مت فلا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النياحة وكفنوني في ثيابي التي

كنت أصلي فيها وأصوم، فإذا دفنتموني فلا تدفنوني في موضع يطلع عليه أحد فإنه قد كان بيني وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فأخاف أن ينبشوني فيصنعون في ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم‏.‏ قال الحسن رحمه الله‏:‏ نصح لهم في الحياة ونصح لهم في الممات‏.‏

قلت‏:‏ له عند النسائي‏:‏ لا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط باختصار وفيه زياد الخصاص وفيه كلام وقد وثق‏.‏

  باب لا حسد إلا في اثنتين

4598- عن يزيد بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا تنافس بينكم إلا في اثنتين‏:‏ رجل أعطاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ويتبع ما فيه فيقول رجل‏:‏ لو أن الله عز وجل أعطاني مثل ما أعطى فلاناً فأقوم به كما يقوم به‏.‏ ورجل أعطاه الله مالاً فهو ينفق منه ويتصدق فيقول رجل‏:‏ لو أن الله أعطاني مثل ما أعطي فلاناً فأتصدق به‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل‏؟‏ قال‏:‏ سقط باقي الحديث‏.‏

رواه أحمد كتابة والطبراني في الكبير والأوسط والصغير وفيه سليمان بن موسى وفيه كلام وقد وثقه جماعة‏.‏

4599- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا حسد إلا في اثنتين‏:‏ رجل أعطاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل ‏[‏وآناء‏]‏

والنهار فسمعه رجل فقال‏:‏ يا ليتني أوتيت بمثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا‏.‏ ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق فقال رجل‏:‏ يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4600- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنما الحسد في اثنتين‏:‏ رجل آتاه الله القرآن فأقام به فأحل حلاله وحرم حرامه‏.‏ ورجل آتاه الله مالاً فوصل منه أقاربه ورحمه وعمل بطاعة الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون‏.‏

  باب إرغام الشيطان بالصدقة

4601- عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين شيطاناً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

  باب ما تصدقتَ فأبقيتَ

4602- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يذبح شاة فيقسمها بين الجيران قال‏:‏ فذبحها فقسمها بين الجيران ورفعت الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحب الشاة إليه الذراع فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة‏:‏ ما بقي عندنا منها إلا الذراع قال‏:‏

‏"‏كلها بقي إلا الذراع‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

  باب فضل الصدقة

4603- عن أبي ذر قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما تقول في الصلاة‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏تمام العمل‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أسألك عن فضل الصدقة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الصدقة شيء عجب‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما هو‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ الصوم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏خير وليس هناك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله وأي الصدقة‏؟‏ - وذكر كلمة - قلت‏:‏ فإن لم أقدر أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بفضل طعامك‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فإن لم أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بشق تمرة‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فإن لم أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بكلمة طيبة‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فإن لم أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏دع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فإن لم أفعل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند النسائي طرف منه‏.‏

رواه البزار وفيه العوام بن جويرية وهو ضعيف‏.‏

4604- وعن رافع بن خديج قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الصدقة تسد سبعين باباً من السوء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف‏.‏

4605- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أن نفراً مروا على عيسى بن مريم عليه السلام فقال‏:‏ يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله‏.‏ فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشي ومعهم حزم الحطب فقال‏:‏ ضعوا، فقال - للذي قال‏:‏ يموت اليوم - ‏:‏ حل حطبك‏.‏ فحله فإذا فيه حية سوداء فقال‏:‏ ما عملت اليوم‏؟‏ قال‏:‏ ما عملت شيئاً‏!‏ قال‏:‏ انظر ما عملت‏.‏ قال‏:‏ ما عملت

شيئاً إلا أنه كان معي في يدي فلقة من خبز فمر بي مسكين فسألني فأعطيته بعضها‏!‏ فقال‏:‏ بها دُفع عنك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن أبي شيبة ولم أعرفه‏.‏

4606- وعن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد وهو ضعيف‏.‏

4607- وعن عبد الله بن جعفر قال‏:‏ وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏الصدقة تطفئ غضب الرب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل يأتي في المناقب إن شاء الله وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف‏.‏

4608- وعن رافع بن مكيث - وكان ممن شهد الحديبية - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تقي ميتة السوء‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود منه‏:‏ ‏"‏حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم‏"‏‏.‏ فقط‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم‏.‏

4609- وعن عمرو بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفقر والفخر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه كثير بن عبد الله المزي وهو ضعيف‏.‏

4610- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خير أبواب البر الصدقة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4611- وعن ابن عباس رفعه قال‏:‏

‏"‏ما نقصت صدقة من مال ‏[‏قط‏]‏ وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب فقر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4612- وعن عقبة بن عامر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس‏"‏‏.‏

4613- وفي رواية‏:‏ عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ظل المؤمن يوم القيامة صدقته‏"‏‏.‏ وكان يزيد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا‏.‏

رواه كله أحمد‏.‏ وروى أبو يعلى والطبراني في الكبير بعضه ورجال أحمد ثقات‏.‏

4614- وعن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4615- وعن أبي برزة الأسملي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز وجل حتى تكون مثل أحد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف‏.‏

4616- وعن عائشة قالت‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله يقبل الصدقة ويربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

ولعائشة حديث يأتي بعد هذا‏.‏

4617- وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت‏:‏ يا رسول الله أفتنا عن الصدقة‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4618- وعن عبد الله بن مسعود‏:‏ إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل‏.‏ ثم قرأ عبد الله‏:‏ ‏{‏وهو الذي يقبل التوبة عن عباده‏}‏ الآية‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن قتادة المحاربي ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب أجر الصدقة

4619-عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم‏:‏ يا رسول الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير‏.‏ وقال الآخر‏:‏ يا رسول الله كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار‏.‏ وقال الآخر‏:‏ يا رسول الله كان لي دينار فتصدقت بعشره‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كلكم في الأجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه الحارث وفيه كلام كثير‏.‏

4620- وعن أبي مالك الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير تصدق منها بدينار، وكان لآخر عشر أواق فتصدق منها بأوقية، وآخر ‏[‏كان‏]‏ له مائة أوقية فتصدق منها بعشر أواق‏"‏‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هم في الأجر سواء كل قد تصدق بعشر ماله قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏لينفق ذو سعة من سعته‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وفيه ضعف‏.‏

4621- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما أحسن من محسن من مسلم ولا كافر إلا أثيب‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله هذه إثابة المسلم قد عرفناها فما إثابة الكافر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إذا تصدق بصدقة أو وصل رحماً أو عمل حسنة أثابه الله وإثابته المال والولد في الدنيا وعذاب دون العذاب‏"‏ - يعني في الآخرة - وقرأ‏:‏ ‏"‏‏{‏أدخلوا آل فرعون أشد العذاب‏}‏‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات‏.‏

4622- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ارموا وانتضلوا ‏(‏أي ارتموا بالسهام‏)‏ وإن تنتضلوا أحب إلي‏.‏ وإن الله عز وجل ليدخل بالسهم الواحد الجنة صانعه المحتسب فيه والمستمد به والرامي به‏.‏ وإن الله عز وجل ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة‏:‏ رب البيت والآمر به والزوجة تصلحه والخادم الذي يناول المسكين‏"‏‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي لم ينس أحداً منا‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف‏.‏

4623- وعن ابن عمر قال‏:‏ لما أنزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏رب زد أمتي‏"‏‏.‏ فنزلت‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏رب زد أمتي‏"‏‏.‏ فنزلت‏:‏ ‏{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن المسيب‏.‏

  باب مناولة المسكين

4624- عن عثمان قال‏:‏ كان حارثة قد ذهب بصره فاتخذ خيطاً في مصلاه إلى باب حجرته ووضع عنده مكتلاً فيه تمر وغيره فكان إذا جاء المسكين فسلم أخذ من ذلك المكتل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون‏:‏ نحن نكفيك فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏مناولة المسكين تقي ميتة السوء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

 بابان في الصدقة

  باب لا يقبل الله إلا الطيب

4625- عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب فيتلقها الرحمن تبارك وتعالى بيده فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو وصيفه أو فصيله‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

4656- وعن عبد الله بن مسعود رفعه قال‏:‏

‏"‏إن الخبيث لا يكفر الخبيث ولكن الطيب يكفر الخبيث‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وفيه كلام وقد وثقه شعبة والثوري‏.‏

  باب فيمن تصدق بما يكره

4627- عن عائشة أنها أرادت أن تتصدق بلحم منتن فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أتتصدقين بما لا تأكلين‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد القسري وفيه كلام‏.‏

4628- وعن عائشة قالت‏:‏ أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله‏.‏ قالت عائشة‏:‏ يا رسول الله ألا نطعمه المساكين‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏لا تطعموهم ما لا تأكلون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون‏.‏

  باب الصدقة بجميع المال

4629- عن جرير قال‏:‏ لما رآني النبي صلى الله عليه وسلم لا أمسك مالاً إنما أنفقه قال لي‏:‏

‏"‏يا جرير لا عليك أن تمسك عليك مالك فإن لهذا الأمر مدة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف‏.‏

  باب الهدية إلى الكعبة

4630- عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لأن أتصدق بخاتمي أحب إلي من ألف درهم أهديها إلى الكعبة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو العنبس وفيه كلام‏.‏

  باب الصدقة بأفضل ما يجد

4631-عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً‏}‏ قال عن الدحداح‏:‏ استقرضنا ربنا من أموالنا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فإن لي حائطين أحدهما بالعالية والآخر بالسافلة فقد أقرضت خيرهما ربي‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هو لليتيم الذي عندكم‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏رب عذق لابن الدحداح في الجنة مدلل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف‏.‏

4632- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً‏}‏ قال أبو الدحداح‏:‏ يا رسول الله وإن الله يريد منا القرض‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏نعم يا أبا الدحداح‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فإني قد أقرضت ربي حائطي حائطاً فيه ستمائة نخلة‏.‏ ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وفيه أم الدحداح في عيالها فناداها‏:‏ يا أم الدحداح‏.‏ قالت‏:‏ لبيك‏.‏ قال‏:‏ اخرجي فإني قد أقرضت ربي حائطاً فيه ستمائة نخلة‏.‏

رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من نحو هذا في المناقب إن شاء الله‏.‏

  باب فيمن تصدق بعرضه

4633- عن علبة بن زيد قال‏:‏ حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة‏.‏ فقام علبة فقال‏:‏ يا رسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به

على من ظلمني‏.‏ قال‏:‏ فأعرض عنه‏.‏ قال‏:‏ فلما كان في اليوم الثاني قال‏:‏ ‏"‏أين علبة بن زيد‏؟‏ أو أين المتصدق بعرضه‏؟‏ فإن الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه‏"‏‏.‏ - أو نحو هذا‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف‏.‏

4634- وعن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث يوماً على الصدقة فقام علبة بن زيد فقال‏:‏ يا رسول الله ما عندي إلا عرضي فإني أشهدك يا رسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمني‏.‏ ثم جلس قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أين علبة بن زيد‏؟‏‏"‏‏.‏ قالها مرتين أو ثلاثة‏.‏ قال‏:‏ فقام علبة فقال‏:‏ ‏"‏أنت المتصدق بعرضك، قد قبل الله منك‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف‏.‏

4635- وعن أبي عبس بن جبر قال‏:‏ لما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزكاة قال علبة بن زيد الحارثي‏:‏ اللهم أنه ليس عندي شيء أتصدق به إلا أعواد عليها شجب من ماء ووسادة حشوها ليف، اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من الناس‏.‏ فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر منادياً فنادى‏:‏

‏"‏أين المتصدق بعرضه البارحة‏؟‏‏"‏‏.‏ فصمت‏.‏ ثم أعاد ذلك مرتين أو ثلاثة‏.‏ ثم قام علبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظر إليه‏:‏ ‏"‏ألا إن الله عز وجل قد قبل صدقتك يا أبا محمد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد المجيد بن محمد بن أبي عبس وهو ضعيف‏.‏

  باب صدقة السر

4636-عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط أطول من هذا - ويأتي بطوله في البر إن شاء الله - وفيه صدقة عبد الله وثقه دحيم وضعفه جماعة‏.‏

4637- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4638- وعن أبي جعفر محمد بن علي قال‏:‏ قلت لعبد الله بن جعفر‏:‏ حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏صدقة السر تطفئ غضب الرب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف‏.‏

4639- وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب

وصلة الرحم زيادة في العمر وكل معروف صدقة‏.‏ وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة‏.‏ وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏.‏ وأول من يدخل الجنة أهل المعروف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف‏.‏

 بابان فيمن يستحق الصدقة

  باب أي الصدقة أفضل

4640- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفضل الصدقة عن ظهر غنىً وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4641- وعن أبي أمامة قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس جالساً وكانوا يظنون أن ينزل عليه فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فأقحم فجلس إليه فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏ قلت‏:‏ يا نبي الله الصدقة ما هي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا نبي الله أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏سر إلى فقير وجهد من مقل‏"‏‏.‏

رواه أحمد في حديث طويل والطبراني في الكبير، وفيه علي بن زيد وفيه كلام‏.‏

4642- وعن أبي ذر قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما الصدقة‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏أضعاف مضاعفة‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله فأيها أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏جهد من مقل أو سر إلى فقير‏"‏‏.‏

رواه أحمد في حديث طويل وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك‏.‏

4643- وعن قتادة بن سعد أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله أي الصلاة أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏طول القنوت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏جهد مقل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أي المؤمنين أكمل إيماناً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أحسنهم خلقاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أبو حاتم وفيه كلام‏.‏

4644- وعن أبي أمامة أن أبا ذر قال‏:‏ يا رسول الله ما الصدقة‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد‏"‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏"‏‏{‏من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافاً كثيرة‏}‏‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏سر إلى فقير أو جهد من مقل‏"‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏"‏‏{‏إن تبدوا الصدقات فنعما هي‏}‏‏"‏ الآية‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن زيد وفيه كلام‏.‏

4645- وعن حكيم بن حزام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الصدقة أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏ابدأ بمن تعول ‏[‏والصدقة عن ظهر غنىً‏]‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وأبو صالح مولى حكيم لم أجد من ترجمه‏.‏

4646- وعن الحكم بن عمير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أحب الأعمال إلى الله عز وجل من أطعم مسكيناً من جوع أو دفع عنه مغرماً أو كشف عنه كرباً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو ضعيف‏.‏

  باب الصدقة على الأقارب وصدقة المرأة على زوجها

4647- عن أبي أيوب الأنصاري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن أفضل الصدقةِ الصدقةُ على ذي الرحم الكاشح‏"‏‏.‏

رواه أحمد و الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام‏.‏

4648- وعن حكيم بن حزام أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات‏:‏ أيها أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏على ذي الرحم الكاشح‏"‏‏.‏

رواه أحمد و الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4649- وعن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفه‏.‏

4950- وعن أم كلثوم بنت عقبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أفضل الصدقةِ الصدقةُ على ذي الرحم الكاشح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4651- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف‏.‏

4652- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏يا أمة محمد والذي بعثي بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم والذي نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف‏.‏ وقال أبو حاتم‏:‏ ليس بالمتروك، وبقية رجاله ثقات‏.‏

4653- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرجال والنساء فحض الرجال على الصدقة ثم أقبل على النساء فحثهن على الصدقة فبعثت إليه زينب امرأة عبد الله بلالاً فقالت‏:‏ اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأة من المهاجرين السلام ولا تبين له وقل له‏:‏ هل لها من أجر في زوجها من المهاجرين ليس له شيء وأيتام في حجرها - وهم بنو أخيها - أن تجعل صدقتها فيهم‏؟‏ فأتى بلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏نعم لها أجرها أجران‏:‏ أجر القرابة وأجر الصدقة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه، وفيه حجاج بن نصر وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام، رجال البزار رجال الصحيح‏.‏

4654- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف يوماً من صلاة الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال‏:‏

‏"‏يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن إلى الله بما

استطعتن‏"‏‏.‏ وكان في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فأتت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت حلياً لها فقال ابن مسعود‏:‏ أين تذهبين بهذا الحلي‏؟‏ قالت‏:‏ أتقرب به إلى الله ورسوله رجاء أن لا يجعلني من أهل النار‏.‏ فقال‏:‏ ويلك هلمي فتصدقي علي وعلى ولدي فإنا له موضع فقالت‏:‏ لا والله حتى أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فذهبت تستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هذه زينب تستأذن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أي الزيانب ‏[‏هي‏]‏‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ امرأة عبد الله بن مسعود قال‏:‏ ‏"‏ائذنوا لها‏"‏‏.‏ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله إني سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته فأخذت حلي أتقرب به إلى الله وإليك رجاء أن لا يجعلني ‏[‏الله‏]‏ من أهل النار فقال لي ابن مسعود‏:‏ تصدقي به علي وعلى ولدي فإنا له موضع فقلت‏:‏ حتى أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تصدقي به عليه وعلى بنيه فإنهم له موضع‏"‏‏.‏ ثم قالت‏:‏ يا رسول الله أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا ‏"‏ما رأيت من نواقص عقل ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ يا رسول الله فما نقصان ديننا وعقولنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم فذلكن من نقصان دينكن وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات‏.‏

4655- وعن رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده وكانت امرأة صناع

اليد‏.‏ قال‏:‏ فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها قالت‏:‏ فقلت لعبد الله‏:‏ لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق معكم بشيء‏؟‏ فقال لها عبد الله‏:‏ والله ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي‏!‏‏!‏ فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لي ولا لولدي ولا لزوجي نفقة غيرها وقد شغلوني عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق بشيء فهل لي في ذلك من أجر فيما أنفقت عليهم‏؟‏ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد و الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وقد توبع‏.‏

4656- وعن أبي سعيد الخدري أنه قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحىً أو فطر فصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة وقال‏:‏

‏"‏يا أيها الناس تصدقوا‏"‏‏.‏ ثم انصرف فمر على النساء فقال لهن‏:‏ ‏"‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار‏"‏‏.‏ فقلن‏:‏ بم ذاك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لقلب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء‏"‏‏.‏ فقلن‏:‏ ما نقصان عقلها ودينها يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أليس شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل‏؟‏ فذلك من نقصان عقلها‏.‏ أليس إذا حاضت المرأة لم تصل‏؟‏‏"‏‏.‏ قلن‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فذلك من نقصان دينها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ثم انصرف فلما صار إلى منزلة جاءته امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه فقيل‏:‏ يا رسول الله هذه زينب تستأذن عليك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أي الزيانب‏؟‏‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ امرأة عبد الله بن مسعود‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ائذن لها‏"‏‏.‏ فأذن لها فقالت‏:‏ يا نبي الله إنك أمرتنا اليوم بالصدقة وعندي حلي لي فأردت أن أتصدق به فزعم ابن مسعود أنه هو وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

4657- وعن جمرة بنت قحافة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع‏:‏

‏"‏يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار‏"‏‏.‏ فأتت زينب فقالت‏:‏ يا رسول الله زوجي محتاج فهل يجوز لي أن أعود عليه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم، لك أجران‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عازب ولم أجد من ترجمه‏.‏

  باب في نفقة الرجل على نفسه وأهله وغير ذلك

4658- عن عمرو بن أمية قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف‏.‏

4659- وعن العرباض بن سارية قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أحمد و الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سفيان بن حسين وفي حديثه عن الزهري ضعف وهذا منها‏.‏

4660- وعن المقدام بن يكرب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي لهذه الأحاديث وغيرها طرق في النكاح إن شاء الله‏.‏

4661- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من كان له بنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان وعالهن فتحت له ثمانية أبواب الجنة - يا عباد الله أعينوه يا عباد الله أعطوه يا عباد الله أقرضوه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن حبيب العدوي وهو متروك‏.‏

4662- وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسور بن الصلت وهو متروك‏.‏

4663- وعن معاذ بن جبل قال‏:‏ أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله من أعطي من فضل ما خولني الله‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏ابدأ بأمك وأبيك وأختك وأخيك والأدنى فالأدنى ولا تنس الجيران وذا الحاجة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن أحمد العرزمي وهو ضعيف‏.‏

4664- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول‏:‏ أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4665- وعن صعصعة بن ناجية قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله ربما فضلت لي الفضلة خبأتها للنائبة وابن السبيل‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

4666- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أنفق على نفسه صدقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسنادين أحدهما حسن‏.‏

4667- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏نفقة الرجل على أهله صدقة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وبقية أحاديث النفقة في النكاح‏.‏

  باب في المكثرين

4668- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هلك المكثرون‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إلا من‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هلك المكثرون‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إلا من‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هلك المكثرون‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ إلا من‏؟‏ قال‏:‏ حتى خفنا أن تكون قد وجبت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وقليل ما هم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار‏.‏

رواه أحمد وفيه عطية بن سعيد وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4669- وعن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أبا ذر أي جبل هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ أُحد يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده ما يسرني أنه لي قطعاً من ذهب أنفقه في سبيل الله عز وجل أدع منه قيراطاً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ قنطاراً يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏قيراطاً‏"‏‏.‏ قالها ثلاث مرات ‏[‏ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا ذر‏]‏ إنما أقول الذي هو أقل ولا أقول الذي هو أكثر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه سالم بن أبي حفصة وفيه كلام‏.‏

4670- وعن أبي السليل قال‏:‏ وقف علينا رجل في مجلسنا بالبقيع فقال‏:‏ حدثني أبي أو عمي أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو يقول‏:‏

‏"‏من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فحللت من عمامتي فجاء لوثاً أو لوثين وأنا أريد أن أتصدق بهما فأدركني ما يدرك بني أدم فقعدت على عمامتي فجاء رجل ولم أر رجلاً بالبقيع أشد سواداً منه ولا آدم يعير بناقة لم أر بالبقيع ناقة أحسن منها فقال‏:‏ يا رسول الله أصدقة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ دونك هذه الناقة‏.‏ قال‏:‏ فلمزه رجل فقال‏:‏ هذا يتصدق بهذه فوالله لهي خير منه‏.‏ فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏كذبت بل هو خير منك ومنها‏"‏‏.‏ ثلاث مرات‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ويل لأصحاب المئين من الإبل‏"‏‏.‏ ‏[‏ثلاثاً‏]‏ قالوا‏:‏ إلا من يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إلا من قال هكذا وهكذا‏"‏ وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ثم قال‏:‏ ‏"‏قد أفلح المجهد المزهد‏"‏ ثلاثاً ‏"‏المزهد في العيش المجهد في العبادة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه رجل لم يسم‏.‏

4671- وعن عبد الرحمن بن أبزى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن سليمان قال فيه الأزدي‏:‏ يعرف وينكر‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله‏.‏

  باب فيمن تفتح عليهم الدنيا

4672- عن المسور بن مخرمة قال‏:‏ سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين فوافوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف ‏[‏رسول الله صلى الله عليه وسلم‏]‏ تعرضوا له فلما رآهم تبسم وقال‏:‏

‏"‏لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ أجل يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أبشروا وأملوا خيراً فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4673- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر‏.‏ وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4674- وعن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق فكان به خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر فقال له من عنده‏:‏ لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك‏؟‏ قال عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا تفتح الدنيا على قوم إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4675- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما إلا مهلكاكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيي بن المنذر وهو ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله‏.‏

 بابان في المنفق

  باب اللهم أعط منفقاً خلفاً

4676- عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال صلى الله وعليه وسلم‏:‏

‏"‏ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا

الثقلين‏:‏ يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏.‏ ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين‏:‏ اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4677- وعن عبد الرحمن بن أبي سبرة قال‏:‏ دخلت أنا وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأبي‏:‏

‏"‏هذا ابنك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما اسمه‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ الحباب‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا تسمه الحباب فإن الحباب شيطان ولكن هو عبد الرحمن‏"‏‏.‏ ثم قال لأبي‏:‏ ‏"‏ماذا لك من المال‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لي من أنواع المال أتصدق به وأعتق وأحمل ولكن أنفقه فيه فيذهب ثم أقيده‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما علمت أن ملكاً ينادي في السماء‏:‏ اللهم اجعل لمنفق خلفاً ولممسك ماله تلفاً‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله بما أوتر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بـ ‏{‏سبح اسم ربك الأعلى‏}‏ و‏{‏قل يا أيها الكافرون‏}‏ و‏{‏قل هو الله أحد‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف‏.‏

4678- وعن عائشة أن سائلاً سأل فأمرت الخادم فأخرج له شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها‏:‏

‏"‏يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عز وجل عليك‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

  باب في الإنفاق

4679- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من عبد إلا وله ثلاثة أخلاء‏.‏ فأما خليل فيقول‏:‏ ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك فذلك ماله‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ فذكر الحديث ويأتي بتمامه في الزهد إن شاء الله‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال ثقات وفي بعضهم كلام‏.‏

4680- وعن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏نشر الله عبدين من عباده أكثر لهما المال والولد فقال لأحدهما‏:‏ أي فلان بن فلان‏؟‏ قال‏:‏ لبيك رب وسعديك‏.‏ قال‏:‏ ألم أكثر لك من المال والولد‏؟‏ قال‏:‏ بلى أي رب‏.‏ قال‏:‏ وكيف صنعت فيما آتيتك‏؟‏ قال‏:‏ تركته لولدي مخافة العيلة عليهم‏.‏ قال‏:‏ أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلاً ولبكيت كثيراً‏.‏ أما إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم‏.‏ ويقول للآخر‏:‏ أي فلان بن فلان‏؟‏ فيقول‏:‏ لبيك رب وسعديك‏.‏ قال له‏:‏ ألم أكثر لك من المال والولد‏؟‏ قال‏:‏ بلى أي رب‏.‏ قال‏:‏ فكيف صنعت فيما آتيتك‏؟‏ قال‏:‏ أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدي بحسن طولك‏.‏ قال‏:‏ أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلاً ولبكيت كثيراً أما إن الذي قد وثقت لهم به قد أنزلت بهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يوسف بن السفْر وهو ضعيف‏.‏

4681- وعن ابن عباس قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من الذهب فقال لعبد الله بن عمر‏:‏

‏"‏ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده‏؟‏‏"‏‏.‏ فقسمها قبل أن يقوم وقال‏:‏ ‏"‏ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل‏"‏‏.‏ - وأشار إلى أحد - ‏"‏ذهباً وفضة فينفقها في سبيل الله ويترك منها ديناراً‏"‏‏.‏

فقال ابن عباس‏:‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير كان يأكل منها ويطعم عياله‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون‏.‏

4682- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أُحد فقال‏:‏

‏"‏والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحداً تحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت وأدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين كان علي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، ورواه أحمد‏.‏

4683- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏

‏"‏إني لا ألج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال فأُتوفى ولم أنفقه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

4684- وعن سمرة بن جندب‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا‏:‏

‏"‏إني والله ما يسرني أن لي أُحداً ذهباً كله ثم أورثه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده ضعف‏.‏

4685- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال‏:‏

‏"‏يا عائشة ابعثي بالذهب إلي علي‏"‏‏.‏ ثم أغمي عليه وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مراراً كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعث ‏[‏به‏]‏ إلي علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جديد الموت ليلة الاثنين فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت‏:‏ أهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد الموت‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله‏.‏

4686- وعن سعيد بن عامر بن حذيم قال‏:‏ بلغ عمر أنه لا يدخر في بيته من الحاجة فبعث إليه بعشرة آلاف فأخذها فجعل يفرقها صرراً فقالت له امرأته‏:‏ أين تذهب بهذه‏؟‏ قال‏:‏ أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها‏.‏ فما أبقى لنا إلا شيئاً يسيراً فلما نفذ الذي كان عندهم قالت له امرأته‏:‏ اذهب إلى بعض أصحابك الذين أعطيتهم يرجحون لك فخذ من أرباحهم‏.‏ وجعل يدافعها ويماطلها حتى طال ذلك فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لو أن حوراء أطلعت أصبعاً من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح فأنا أدعهن لكُن، لا والله لأنتن أحق أن أدعكن لهن منهن لكُن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏ وله طرق في صفة الجنة‏.‏

4687- وعن مالك الدار أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في

صرة فقال للغلام‏:‏ اذهب بها إلي أبي عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع‏؟‏ فذهب بها الغلام إليه فقال‏:‏ يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك‏.‏ فقال‏:‏ وصله الله ورحمه‏.‏ ثم قال‏:‏ تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان‏.‏ حتى أنفدَها‏.‏ فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال‏:‏ اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت حتى تنظر ما يصنع‏؟‏‏!‏ فذهب بها إليه فقال‏:‏ يقول لك أمير المؤمنين‏:‏ اجعل هذه في بعض حاجاتك‏.‏ فقال‏:‏ رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت‏:‏ ونحن والله مساكين فأعطنا‏.‏ فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها‏.‏ ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك وقال‏:‏ إنهم أخوة بعضهم من بعض‏.‏

رواه الطبراني في الكبير‏.‏ ومالك الدار لم أعرفه وبقيه رجاله ثقات‏.‏

4688- وعن عمرو بن حيان الطائي قال‏:‏ كان رافع بن عميرة السنيسي يغدي أهل ثلاثة مساجد ويسقيهم القرطمة ‏[‏ - يعني‏:‏ الحيس - ‏]‏ وليس له إلا قميص واحد هو للمبيت وهو للجمعة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير‏.‏ وعمرو بن حيان لم أعرفه‏.‏

  باب في الادخار

4689- عن أبي أمامة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما من عبد يموت يوم يموت فيترك أصفر ولا أبيض إلا كوي به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه بقيه وهو مدلس‏.‏

4690- وعن أبي ذر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من أوكأ على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمراً يوم القيامة يكوى به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وأحمد بنحوه ورجاله ثقات وله طريق رجالها رجال الصحيح‏.‏

4691- وعن بلال قال‏:‏ ‏[‏قال لي‏]‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا بلال مت فقيراً ولا تمت غنياً‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ وكيف لي بذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما رزقت فلا تخبئ وما سئلت فلا تمنع‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله وكيف لي بذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هو ذاك أو النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه طلحة بن زيد القرشي وهو ضعيف‏.‏

4692- وعن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ دخلنا على سعد بن مسعود نعوده فقال‏:‏ ما أدري ما يقولون‏؟‏ ولكن ليت ما في تابوتي هذا جمر‏.‏ فلما مات نظروا فإذا فيه ألف أو ألفان‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4693- وعن أبي أمامة قال‏:‏ توفي رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين ديناً عليه وليس له وفاء فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه وقال‏:‏

‏"‏صلوا على صاحبكم‏"‏‏.‏ فقام أبو قتادة فقال‏:‏ أنا أقضي عنه‏.‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه‏.‏

4694- وذكر أيضاً‏:‏ أن رجلاً توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏"‏كيّتين‏"‏‏.‏

4695- وفي رواية‏:‏ توفي رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏انظروا إلى داخلة إزاره‏"‏‏.‏ فأصيب دينار أو ديناران‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏كيّتان‏"‏‏.‏

4696- وفي رواية‏:‏ توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كيتان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وبعض طرقه رجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وهو ثقة وفيه كلام‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا في الزهد إن شاء الله‏.‏

4697- وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال‏:‏ دخلنا على خباب فرأيت في بيته دراهم مكشوفة فقلت‏:‏ ما هذه‏؟‏ قال‏:‏ بعت ضيعتي الفلانية وأنفقتها ما أرى أحداً أحق به مني‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم‏.‏

4698- وعن بلال قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شيء من تمر فقال‏:‏

‏"‏ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ ادخرناه لشتائنا‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏ما تخاف أن ترى له بخاراً في جهنم‏"‏‏.‏

4699- وفي رواية‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أطعمنا يا بلال‏"‏‏.‏ ثم أقبضت بعضها فقال‏:‏ ‏"‏زدنا يا بلال‏"‏‏.‏ فزدته ثلاثاً‏.‏ فقلت‏:‏ لم يبق شيء إلا شيء ادخرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي الأولى محمد بن الحسن بن زبالة‏.‏ وفي الثانية طلحة بن زيد القرشي وكلاهما ضعيف‏.‏

4700- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة من تمر فقال‏:‏

‏"‏ما هذا يا بلال‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أما تخشى أن يفور له بخار في جهنم‏؟‏ أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً‏"‏‏.‏

رواه كله الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات‏.‏

4701- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالاً فأخرج له صبرة من تمر فقال‏:‏

‏"‏ما هذا يا بلال‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ادخرته لك يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أما تخشى أن يجعل لك بخار في جهنم‏؟‏ أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن‏.‏

  باب في البخل

4702- عن جابر قال‏:‏ جاء حي من الأنصار يقال لهم‏:‏ بنو سلمة رهط معاذ بن جبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا بني سلمة من سيدكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ جد بن قيس وإنا لنبخِّله‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وأي داء أدوى من البخل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا في المناقب إن شاء الله‏.‏

4703- وعن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن لفلان في حائطي نخلة فمره فليبعها أو ليهبها لي‏.‏ فأتى الرجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏افعل ولك بها نخلة في الجنة‏"‏‏.‏ فأباه‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا أبخل الناس‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4704- وعن جابر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن لفلان في حائطي نخلة عذق وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه‏.‏ فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏بعني عذقك الذي في حائط فلان‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏فهبه لي‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ ‏"‏فبعينه بعذق في الجنة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا يا رسول الله‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق‏.‏

4705- وعن أبي القين أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيء من تمر فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه قبضة لينثرها بين يدي أصحابه فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏زادك الله شحاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وبقية طرق أحاديث هذا الباب في الزهد‏.‏

 بابان في السخاء والسخي

  باب في السخاء

4706- عن عمران بن حصين قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك‏.‏

4707- وعن عائشة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏السخي قريب من الله بعيد من النار قريب من الجنة‏.‏ والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار‏.‏ والجاهل السخي أحب إلى الله ‏[‏عز وجل‏]‏ من العابد البخيل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف‏.‏

4708- وعنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏في الجنة بيت يقال له‏:‏ بيت السخاء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ تفرد به جحدر بن عبد الله، قلت‏:‏ ولم أجد من ترجمه‏.‏

4709- وعن ابن عباس قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله من السيد‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فما في أمتك سيداً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بلى رجل أعطي مالاً حلالاً ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلّت شكاته في الناس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف‏.‏

4710- وعن قيس بن سلع الأنصاري أن أخوته شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ إنه يبذر ماله ويبسط فيه‏.‏ قلت‏:‏ يا رسول الله آخذ نصيبي من الثمرة فأنفقه في سبيل الله وعلى من صحبني‏.‏ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال‏:‏

‏"‏أنفق ينفق الله عليك‏"‏‏.‏ ثلاث مرات‏.‏ فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعي راحلة‏.‏ قال‏:‏ وأنا أكبر أهل بيتي اليوم وأيسره‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ تفرد به سعيد بن زياد أبو عاصم، قلت‏:‏ ولم أجد من ترجمه‏.‏

4711- وعن جابر بن عبد الله السلمي قال‏:‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم دار بني عمرو بن عوف يوم الأربعاء فرأى حصنة في الأموال والأراضي ولم يكن رآه قبل ذلك فقال لهم‏:‏

‏"‏يا معشر الأنصار‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ لبيك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لو أنكم إذا هبطتم لعيدكم - يعني الجمعة - مكثتم حتى تسمعوا مني قولي‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏

نعم أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت‏.‏ فلما كانت الجمعة حضروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم انصرف فتنفل ركعتين عند مقامه وكان قبل ذلك إذا صلى الجمعة انصرف إلى بيته فصلاهما في بيته حتى كان يومئذ فتنفلهما في المسجد فلما انصرف استقبلهم بوجهه فتبعت الأنصار في المسجد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏معشر الأنصار‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ لبيك أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كنتم في الجاهلية لا تعبدون الله تحملون الكل في أموالكم وتفعلون المعروف وتصلون حتى إذا منّ الله عليكم بالإسلام وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - إذا أنتم تحصنون‏.‏ فيما يأكل ابن آدم أجر وفيما يأكل الطير أجر وفيما يأكل السبع أجر‏"‏‏.‏ فانصرف القوم فما بقي أحد إلا هدم من ماله ثلمة أو ثلاثاً - يعني‏:‏ هدموا في حيطان بساتينهم ليدخل القوم فيأكلون من الثمرة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بنحوه وزاد‏:‏ ‏"‏وكان يعود المريض ويشهد الجنازة ويدعى فيجيب‏"‏‏.‏ وقال‏:‏ لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، قلت‏:‏ وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

  باب التجاوز عن ذنب السخي

4712- عن يحيى بن عباد الحنظلي أن وفداً قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم فكذبه بعضهم فقال‏:‏ ‏"‏لولا سخاء فيك وَمِقَكَ الله عليه لشردتُ بك وافد قوم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ومقك‏:‏ أي أحبك‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط‏.‏ وكأن الصحابي سقط فإن الأصل سقيم، وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا في الحدود إن شاء الله‏.‏

  باب في الوقف

4713- عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت آية الفرائض في سورة النساء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحبس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه المقدام بن داود وهو ضعيف‏.‏

4714- وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا حبس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

4715- وعن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال‏:‏ لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء‏.‏ وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها‏:‏ رومة وكان يبيع منها القربة بمد‏.‏ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بعنيها بعين في الجنة‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها ولا أستطيع ذلك‏.‏ فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أتجعل لي مثل الذي جعلته له عيناً في الجنة إن اشتريتها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبى المساور وهو ضعيف‏.‏

  باب الصدقة لا تورث

4716- عن أبي هريرة أن رجلاً من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله مالي كله صدقة‏.‏ قال‏:‏ فافتقر أبواه حتى جلسا مع الأوفاض ثم جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا‏:‏ يا رسول الله كان ابننا من أكثر الأنصار مالاً فتصدق بماله وافتقرنا حتى جلسنا مع الأوفاض‏.‏ قال‏:‏

‏"‏صدقة ابنكم رد عليكما‏"‏‏.‏ ثم توفيا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنهما‏:‏ ‏"‏أن أردد الصدقة فإن لا تورث ولا تعتمر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك‏.‏

وأحاديث هذا الباب كلها في آخر الفرائض‏.‏

  باب الصدقة المجحفة

4717- عن حنظلة قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله إن في حجري يتيماً وقد تصدقت عليه بمائة من الإبل‏.‏ فرأينا الغضب في وجهه وقال‏:‏

‏"‏إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس عشر‏"‏‏.‏ حتى بلغ الأربعين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، قلت‏:‏ رواه أحمد أطول من هذا وأنها كانت وصية، ولم تجزها الورثة - ويأتي في الوصايا إن شاء الله - وإسناده حسن‏.‏

  باب الصدقة على المماليك

4718- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق على مملوك عند مليك سوء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشير بن ميمون وهو ضعيف‏.‏

 أبواب في السقاية والإطعام

  باب فيمن أطعم مسلماً أو سقاه

4719- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من اهتم بجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى شبع غفر الله له وسقاه حتى يروى‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف‏.‏

4720- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندقين خمسمائة عام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏من أطعم أخاه خبزاً‏"‏‏.‏ وفيه رجاء بن أبي عطاء وهو ضعيف‏.‏

4721- وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو سترت عورته أو قضيت له حاجة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن بشير الكندي وهو ضعيف‏.‏

4722- وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من أطعم مؤمناً حتى يشبعه من سغب أدخله الله باباً من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن واقد وفيه كلام وقال محمد بن المبارك الصوري‏:‏ كان يتبع السلطان وكان صدوقاً‏.‏

4723- وعن أبي جنيدة الفهري عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سقى عطشاناً فأرواه فتح له باب من الجنة فقيل له‏:‏ ادخل منه‏.‏ ومن أطعم جائعاً فأشبعه وسقى عطشاناً فأرواه فتحت له أبواب الجنة كلها فقيل له‏:‏ ادخل من أيها شئت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو ضعيف‏.‏

  باب سقي الماء

4724- عن عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض عن رجل منهم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏هل من والديك أحد حي‏؟‏‏"‏‏.‏ حتى قال له ذلك مرات قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاسْق الماء‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وكيف أسقيه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اكفهم آلته إذا حضروه واحمله إليهم إذا غابوا‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏"‏تكفيهم آلته إذ حضروه وتحمله إليهم إذا غابوا عنه‏"‏‏.‏

رواه أحمد و الطبراني في الكبير وقد جهل الحسيني عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض‏.‏

وقد رواه الطبراني عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ والراوي ثقة من رجال الصحيح فارتفعت الجهالة‏.‏

4725- وعن عاصم بن كليب قال‏:‏ سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض يحدث رجلاً‏:‏ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة قال‏:‏

‏"‏هل من والديك أحد حي‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فسأله ثلاثاً‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اسق الماء احمله إليهم إذا غابوا واكفهم إياه إذا حضروا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4726- وعن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته فهل ‏[‏لي‏]‏ في ذلك من أجر‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏في كل ذات كبد حرى أجر‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

4727- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفضل الصدقة الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة ‏[‏قالوا‏:‏‏]‏ ‏{‏أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن المغيرة وهو مجهول‏.‏

4728- وعن ابن عباس قال‏:‏ أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال‏:‏ ما عمل إن عملت به دخلت الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنت ببلد تجلب به الماء‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاشتر لها سقاء جديداً ثم أسق فيها حتى تخرقها فإنك لم تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى الحماني وفيه كلام وقد وثق، وبقية رجاله ثقات‏.‏

4729- وعن كدير الضبي أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أوهما أعملتاك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏تقول العدل وتعطي الفضل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ والله لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي الفضل‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فتطعم الطعام وتفشي السلام‏"‏‏.‏ قال‏:‏ هذه أيضاً شديدة‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فهل لك إبل‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء ثم اعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا غباً فاسقهم فلعلك لا تهلك بعيرك ولا يتخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة‏"‏‏.‏ فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيداً‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

4730- وعن سعد بن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏

‏"‏يا سعد ألا أدلك على صدقة خفيفة مؤنتها عظيم أجرها‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏سقي الماء‏"‏‏.‏ فسقى سعد الماء‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في سقي الماء غير هذا رواه أبو داود‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف‏.‏

4731- وعن أنس بن مالك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سلك رجلان مفازة، عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه ‏[‏ومعه ميضأة فيها شيء من ماء‏]‏ وهو صريع‏.‏ فقال‏:‏ والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشاً ومعي ماء لا أصبت من مال الله خيراً أبداً ولئن سقيته مائي لأموتن‏.‏ فتوكل على الله وعزم فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطعا المفازة فيوقف الذي به رهق ‏[‏يوم القيامة‏]‏ للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول‏:‏ يا فلان أما تعرفني‏؟‏ فيقول‏:‏ ومن أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة‏.‏ فيقول‏:‏ بلى أعرفك‏.‏ فيقول للملائكة‏:‏ قفوا‏.‏ فيقفوا فيجيء حتى يقف فيدعو ربه عز وجل فيقول‏:‏ يا رب قد عرفت يده عندي وكيف آثرني على نفسه‏.‏ يا رب هبه لي‏.‏ فيقول ‏[‏له‏]‏‏:‏ هو لك‏.‏ فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة‏"‏‏.‏

‏[‏قال جعفر بن سليمان‏]‏‏:‏ فقلت لأبي ظلال‏:‏ أحدثك أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وأبو ظلال وثقه البخاري وابن حبان وفيه كلام‏.‏

  باب أجر الماء والملح والنار

4732- عن عائشة أنها قالت‏:‏ يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏الماء والملح والنار‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح والنار‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏نم أعطى ملحاً فكأنما تصدق بجميع ما حطئت به الملح‏.‏ ومن أعطى ناراً فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت النار‏.‏ ومن سقى مسلماً شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة‏.‏ ومن سقى مسلماً شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه زهير بن مرزوق قال البخاري‏:‏ مجهول منكر الحديث‏.‏

4733- وعن أنس أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يدلجن بالقرب يسقين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏